قالوا: إن الصداقة اشتقت من الصدق. وقال ابن المقفع: إن صديقك هو كفاية حاجتك، وقال جبران: أنت وصديقك روح في جسدين منفصلين.
والصدق هو: مطابقة الواقع وما خلاف ذلك فهو الكذب.
العجيب أنه حتى أولئك الذين يتعاملون بالكذب وعرف الناس عنهم الكذب. وسجلهم المجتمع في قائمته السوداء أنهم كذابون..
أقول: حتى أولئك الطغمة لا يستغنون عن الصدق في حالتهم الخاصة. فهم لهم أصدقاء.. وهذه الصداقة لا شك أنها مبنية على الصدق بين الكذابين أنفسهم. وبعض الصداقات تكون منخورة.
أي إن سـوسة الكـذب الصفراء اتخذت منها مقراً دائماً.. حتى إذا ما تعرضت -الصداقة- إلى أدنى هزة تراها وقد خوت وهوت على عروشها كأنها لم تكن في يوم ما (صداقة) إنه الكذب الذي ما دخل في شيء إلا وقضى عليه. لأن الكذب لا يلتقي مع المروءة فهو رذيلة تأباها المروءة والنفس الشريفة
وبعض الأصدقاء تتعامل معه مدة طويلة من الزمن قد تصل إلى سنوات.. تتعامل معه (مفترضاً) أنه صديق.. وأنه صادق في تعامله معك.
كما أنك صادق في تعاملك معه.
وتمضي الأيام.. وتبدأ عوامل التعرية المحتومة والتي ترافق تحرك الزمن بشكل قهري مرافقة حتمية.. تبدأ في تخييب آمالك وتظل أنت ترقع..
والزمن يمزق تلك الصداقة بطريقته الخاصة. وبعوامل تعريته التي لا تقاوم بل مستحيلة مقاومتها.ويظل صديقك هذا يخرق تلك الصداقة ولكن بطريقته العامة التي اتفق عليها هو وأمثاله في أي مجتمع. وتظل أنت تلاحق تلك الشقوق والخروق والتمزيق في عملية ترميم فاشلة. وترقيع لا جدوى منه. إلا ما رحم ربي.
كل ذلك يحدث وأنت تدفع الثمن الغالي من أعصابك ووجدانك وقلبك ودم قلبك المحترق.
كل ذلك يحدث وأنت على صفيح ساخن تسير في هدوء وتؤدة على صراط حاد كالسيف..
كاو كالجمر محافظاً على توازن عقلك ونفسيتك وكرامتك ومكانتك عند نفسك والناس الذين يعرفونك..
نعم كل ذلك يحدث من أجل الحفاظ على ذلك الصديق الذي بدأ وكأنه موكل بتعذيبك..
بل بعقابك تريد ألا تكون فاشلاً باتخاذك ذلك الشخص صديقاً إنك بذلك تحافظ على صدقك أنت مع نفسك لقد اتخذت منه صديقاً بصدق.. وأسكنته حيزاً من نفسك وقلبك ودنياك. فلا تريد أن تظهر أمام نفسك وعقلك وقلبك ومجتمعك كاذباً فاشلاً في اتخاذك القرار.
لقد قرأت جملة لكامل الشناوي في هذا المجال فآلمتني إنها (كلما ضاع مني صديق أبكي عليه كما لو كان قد فارق الحياة. وأدفنه في قلبي..
وضعت اليوم يدي على صدري فخيل إليّ أنه مقبرة).
إن الصداقة في كنهها إحساس بالمروءة وإحساس بالصدق وإحساس بالشرف وإحساس بالإيثار والتضحية..
لذلك أصبحت أمانة. وما أثقل الأمانة في هذا الزمن.
أما تلك الأحاسيس فهي موجودة ما وجد الإنسان واختفاؤها لا يعني انقراضها..
وإنما قد يكون عزلها عازل وما أكثر عوازل هذا العصر وما أقساها. الصداقة صدق ومحبة وإيثار هذا المثلث الذي إن فقد منه ضلع فقد ضاع الباقي
الخميس فبراير 25, 2010 4:45 am من طرف الجميله
» حصــــــــــــــــــــــــريا مكياج 2010
الخميس فبراير 25, 2010 4:42 am من طرف الجميله
» حصريا علىEgy1 لعبه قهر اونلاين - كونكر العربيه_Arabic Conquer - Qahr Online
الخميس فبراير 11, 2010 5:46 pm من طرف LoVeLy_GiRl
» لاول مره فيلم 1000 مبروك نسخه DVDRip
السبت يناير 30, 2010 6:21 am من طرف الحكومه
» احدث فساتين فرح لـــــــــــــــــ2010
السبت يناير 30, 2010 6:05 am من طرف الحكومه
» حصريا فيلم Seraphim Falls لاول مره
الخميس يناير 28, 2010 7:36 am من طرف LoVeLy_GiRl
» عمرو زكى ارفع ايدك الزمالك هو سيدك
الإثنين يناير 18, 2010 10:16 am من طرف زملكاويه
» خــاص زكي يجدد عقده لموسم 2013 و يسدد جميع الغرمات
السبت يناير 16, 2010 3:42 am من طرف زملكاوى للابد
» حصريا - أقوى حلقات برنامج آخر من يعلم - و ملكة الأحساس إليسا- تحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الأربعاء يناير 13, 2010 5:06 am من طرف الحكومه